Ministry of Justice - Libya
Information and Documentation Centre

وزارة العدل - ليبيا المعلومات والتوثيق

رئيس الحكومة المكلف: أناشدُ قياداتِ مصراتة والزنتان وجميعِ المدنِ للمبادرةِ معَ الحكومةِ لرأبِ الصدعِ قبلَ الوصولِ ببلادِنَا إلى نقطةِ اللاعودة

أخبار عامة التاريخ: يوليو 23, 2014 تعليقات (0)

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً)

(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)

بِاسمِي وَباسمِ الشعبِ الليبيِّ أُعزّي نَفْسي وأسرَ جميعِ الذينَ سقطُوا في الاقْتِتَالِ الدَّائرِ بين الإخْوةِ الأَشقَّاء، كما أُعَزِّي أسرَ الضحايَا الأبرياءِ القاطِنينَ في مَنْطقةِ الاشتباكاتِ في قصر بن غشير الذين وصلَ عددهم إلى أكثَرَ من خمسةٍ وأربعين، والجرْحَى الذينَ تَجاوزُوا مائةً وعشرينَ جريحاً ونسألُ الله أَن يمنَّ عليهمْ بالشفاءِ العاجل.

وَلَا يفوتُنِي أنْ أتقدمَ بالعزاءِ إلى أُسَرِ أَبنائِي الضباطِ والجنودِ من أفرادِ الجيشِ الليبيِّ ورجالِ الشرطةِ، ومنْ رجالِ القضاءِ الذينَ طالتهمْ يدُ الغدرِ فِي مدينةِ بنغازي والمدنِ المجاورةِ لَهَا، وكذلكَ أصحابُ الفكرِ والرأْيِ والأقلامِ الوطنيةِ ونشطاءِ المجتمعِ المدنيِّ والمدافعينَ عنْ حقوقِ الإنْسان، وعلَى رأْسهم المناضلُ عبدَ السَّلام المسمارِي ومفتاح أبوزيد. ولمْ تتوقفْ آلةُ القتلِ عندَ هؤلاءِ بلْ وصلَتْ إلَى حدِّ استهدافِ النساءِ الليبياتِ في بيوتهِنَّ أمثالِ السيدة سلوى أبوقعيقيص نائبةِ رئيسِ الهيئةِ التحضيريَّةِ لِلْحوارِ الوطنيِّ مستهدفينَ بقتلها قتلَ الحوارِ الوطنيِّ الذي نسعىَ جميعاً لترسيخِ ثقافتهِ، والسيدة فريحة البركاوي عضوِ المؤتمرِ الوطنيِّ العامِّ عن مدينةِ درنةَ التي امتدتْ إليهَا يدُ الغدرِ أثناءَ توزيعهَا للمساعداتِ على العائلاتِ المحتاجةِ في درنة في هذَا الشهرِ المبارك.

وهذَا الاقتتالِ لمْ يُفقدْنَا فقط العديدَ منَ الأَرواحِ البريئةِ بلْ تجاوزهَا إلَى خسائرَ ماديةٍ جسيمةٍ تجاوزتِ الملياراتِ وأدَّى إلَى شللٍ في الحياةِ المدنيةِ لكافةِ القاطنينَ في طرابلسَ الكبرَى والمتمثلةِ في توقُّفِ إمداداتِ الوقودِ وغازِ الطهيِ وزيادةٍ كبيرةٍ في الأسعارِ، وتوقفِ حركةِ الطيرانَ وبقاءِ العديدِ منَ اللِّيبيِينَ عالقينَ في مطاراتٍ خارجَ ليبيا، وتشويهِ صورةِ ليبيا أمامَ العالمِ كوجهةٍ سياحيةٍ واستثماريةٍ آمنةٍ والتأثيرَ السلبي على حركةِ التجارةِ والاستثمارِ، وهروبِ رؤوسِ الأموالِ الليبيةِ إلى الخارج. كمَا أَنَّ قفلَ مطارِ بنينة الدولي ومطار طرابلسَ العالمي تسببَ بعزلِ ليبيا عنِ العالمِ وتوقفِ عجلةِ التنميةِ نتيجةً لعدمِ تمكُّنِ العاملينَ بالشركاتِ الأجنبيةِ منَ الدخولِ إلى ليبيا والإقامةِ والعملِ في بيئةٍ آمنةٍ.

إخوتي وأخواتي،

منذُ بدايةِ الأحداثِ الأخيرةِ عقدت الحكومةُ اجتماعاً طارئاً لمعالجةِ الأزمةِ وشكلت لجنةً للتواصلِ معَ جميعِ الأطرافِ المعنيَّةِ للوصولِ إِلَى تَهْدئةٍ لوقفِ القتالِ والجلوسِ علَى طاولةِ الحوارِ ووضعِ خطةٍ تضمنُ استلامَ الدولةِ لجميعِ المنافذِ البريةِ والبحريةِ والجويةِ والمرافقِ التابعةِ لهَا وتأمينِها من خلالِ الجيشِ والشرطة. كمَا شكَّلتْ لجنةً وزاريةً للوقوفِ علَى حجمِ الأضرارِ في المناطقِ المحيطةِ بالمطارِ وتقييمِها وتقديمِ التعويضاتِ وفقاً لحجمِ الأضرار.

وأما بخصوصِ ما أُثِيرَ حولَ التدخّلِ الأجنبيِّ فأُحبُّ أن أوضحَ أن الحكومةَ لم تطلبْ أيَّ تدخلٍ عسكريٍّ على الأرضِ الليبيةِ بل تدارسَتْ استراتيجيةَ طلبِ مساعدةٍ دوليةٍ لانخراطِ المجتمعِ الدوليِّ بشكلٍ أكثرَ فاعليةً لترسيخٍ قدراتِ الدولةِ وتمكينهَا من بناءِ مؤسساتِها وعلى رأسِهَا الجيشُ والشرطةُ، والتواصلِ مع التشكيلاتِ المسلحةِ لإدماجها في هاتينِ المؤسستين.

وبالنظرِ لهولِ الفاجعةِ وارتفاعِ عددِ الضحايَا والأموالِ التِي أُهدِرت، ونتيجةً لارتفاعِ صوتِ السلاحِ فوقَ صوتِ العقلِ والحكمةِ والحوارِ فإنَّني أُناشدُ أبنائي وإخوتي بالتوقفِ الفوريّ عنِ الاقتتالِ احتراماً لحرمةِ دمِ المؤمنِ وخاصةً في العشرِ الأواخرِ من هذا الشهرِ الكريم.

وأناشدُ قياداتِ وأعيانِ ووجهاءِ مدينتَيْ مصراتة والزنتان وجميعِ المدنِ الليبيةِ للمبادرةِ معَ الحكومةِ لرأبِ الصدعِ ولمِّ الشملِ وإصلاحِ ذاتِ البينِ قبلَ الوصولِ ببلادِنَا إلى نقطةِ اللاعودة والدخولِ في حربٍ طاحنةٍ لا مُبرِّرَ لها تأتي على الأخضرِ واليابس، آخذينَ في اعتبارنَا قولَ الله تعالى: أعوذُ بالله منَ الشيطانِ الرجيمِ، بسم الله الرحمن الرحيم: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) صدق الله العظيم.

وفِي الختامِ أتقدمُ إليكمْ بخالصِ التبريكاتِ بمناسبةِ عيدِ الفطرِ المباركِ أعادهُ اللهُ على ليبيا بالأمنِ والاستقرارِ مستبشرينَ بإعلانِ النتائجِ النهائيةِ لانتخاباتِ مجلسِ النوابِ الذي نأملُ أنْ يقودَ البلادَ لمرحلةٍ جديدةٍ خاليةٍ منَ العنفِ تعتمدُ على الحوارِ في حلِّ الخلافاتِ بينَ جميعِ مكوناتِ المجتمع.

نسألُ اللهَ تعالى أن يحقنَ دماءَ أبنائنَا ويحفظَ ليبيا

 والسلام عليكم ورحمة الله.

المصدر : الحكومة الليبية المؤقتة – ديوان رئاسة الوزراء

أضف تعليق