Ministry of Justice - Libya
Information and Documentation Centre

وزارة العدل - ليبيا المعلومات والتوثيق

كلمة وزير الخارجية والتعاون الدولي في الاجتماع الوزاري السابع عشر لدول حركة عدم الانحياز في الجزائر

أخبار عامة التاريخ: مايو 30, 2014 تعليقات (0)

فيما يلي نص الكلمة التى ألقاها معالي وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد محمد امحمد عبدالعزيز في الدورة السابعة عشر للاجتماعت الوزاري لحركة عدم الانحياز الذى عقد بالعاصمة الجزائر يومى 28 و29 مايو 2014، وتشارك في الإجتماع وفود من 120 دول: بسم الله الرحمن الرحيم ، أصحاب المعالي والسعادة ، السيدات والسادة الحضور ، أود في البداية التعبير عن الشكر الجزيل وكامل الامتنان للجزائر رئاسة وحكومة وشعباً على استضافة هذا الاجتماع الوزاري السابع عشر لدول حركة عدم الانحياز وعلى حفاوة الترحيب وكرم الضيافة مهنئا الشعب الجزائري على انتخاب فخامة الرئيس عبدالعزيز أبوتفليقة الذي لم يأل جهداً في الدفع قدماً بتطوير عمل حركة عدم الانحياز خلال العقود الماضية، كدبلوماسي محنك رفع راية قضايا الدول النامية في كافة المحافل الإقليمية والدولية ، كما لا يفوتني إنتهاز هذه الفرصة لكي أقدم شكر وفد بلادي لجمهورية إيران الإسلامية على كل الجهود المبذولة خلال رئاستها الحالية ورفع راية الحركة على كافة الأصعدة.

السيد الرئيس،،،في الوقت الذي نشهد فيه تطورات سياسية واقتصادية متسارعة، أضحى دور حركة عدم الانحياز دوراً مهماً وواعداً بحيث تنطلق هذه الحركة على أساس ثوابت الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل من أجل المساهمة في تفضيل علاقات دولية أكثر عدلاً وبحيث تتمكن الحركة من الدفاع عن قضايا أعضائها في المحافل الإقليمية والدولية. وليس بخاف على القاصي والداني بأن تحقيق أهداف الحركة يعتمد على وحدتها وتضامن أعضائها في مناخ سياسي يسوده الاحترام المتبادل وغني بالتنوع الثقافي والتسامح وثقافة الحوار المستمر بين أعضاء الحركة، والمضي قدماً نحو تقوية جسور التواصل بينهم في إطار تشابك المصالح والمنافع وترسيخ مبدأ الشراكة التضامنية كخيار استراتيجي بعيداً عن الخلافات التي تهدد التنمية والاستقرار ، وفيما يتعلق بدور عدم الانحياز التي نعتز بالانتماء إليها والمساهمة في تفعيل مبادئها وتحقيق أهدافها، اسمحوا لي السيد الرئيس أن أبدى الملاحظات التالية:

أولاً: في الوقت الذي يشهد فيه عالمنا المعاصر ليس فقط عولمة الاقتصاد والسياسة ولكن أيضاً عولمة المخاطر المتمثلة في انتشار الإرهاب في كافة أشكاله، والجريمة المنظمة وكافة أنوع التهريب غير الشرعية للمخدرات والأسلحة والإتجار بالبشر، يتطلب هذا أن يصبح دور حركتنا معبراً عن إرادة جماعية والتزام سياسي اجتماعي لتحقيق تأثير أكبر في مجرى العلاقات الدولية والمساهمة بفعالية في رسم السياسات والاستراتيجيات لمواجهة هذه التحديات.

تانياً: ضرورة العمل على المساهمة في خلق توازن عادل في العلاقات الدولية والقدرة على التكيف مع التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، وأن تكون الحركة عنصراً مؤثراً في حل القضايا الإقليمية والدولية.

ثالثاً: الاستفادة من دروس الماضي من أجل بناء رؤية الحاضر واستشراف المستقبل وتشجيع المبادرات الإقليمية والدولية . بحيث يسمع الراي العام في بلداننا صوت حركة عدم الانحياز ودورها المحوري على كافة المستويات.

رابعاً: في إطار نشاطها السياسي لعله من الأهمية بمكان أن تتخذ الحركة خطوات ملموسة تضامناً مع الدول التي تمر بمرحلة الانتقال من مرحلة الثورة إلى بناء دولة المؤسسات والقانون وتقديم الدعم لها في المحافل الدولية والإقليمية وتعزيز الدعم المشترك لتحقيق هذا الهدف .

خامساً: على المستوى السياسي نرى انه من الأهمية بمكان تكثيف التشاور السياسي مع المنظمات والحركات الأخرى التي تؤمن بمبادئ الحركة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتنسيق المواقف السياسية في اللقاءات الإقليمية والدولية بحيث تكون هذه الجهود جزءً لا يتجزأ من تفعيل شراكات استراتيجية بين دولنا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

أصحاب المعالي والسعادة في الوقت الذي نرحب فيه بوثيقة الجزائر الختامية التي سيعتمدها اجتماعنا الوزاري هذا التي تعكس المبادئ التوجيهية لدور وطريقة دول عدم الانحياز وانخراطها في القضايا الإقليمية والدولية التي تمثل بؤرة اهتمام المجتمع الدولي، نرى من المستصوب في عمل حركتنا تحديد بعض الأولويات التي يجب أن توليها الحركة أهمية خاصة، ذلك لأن تحديد الأولويات التي تعكس اهتمامات الدول الأعضاء حتما سيزيد من فعالية دور الحركة ، تمثل القضية الفلسطينية أحد هذه الأولويات، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية عقبات جمة تهدد تطلع الشعب الفلسطيني لبناء دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الوقت الذي تحققت فيه المصالحة الفلسطينية والشروع في تشكيل حكومة توافق جميع الأطراف التى تعتبر نقلة نوعية في تطور القضية الفلسطينية، فإن لزاماً على حركتنا تكثيف دعمها لهذه التطورات الإيجابية على كافة المستويات ، ومن الأهمية بمكان ايضاً أن تولي حركتنا هذه أهمية خاصة للأوضاع في سوريا ومساندة الشعب السوري واحتضان قضيته العادلة من أجل إيجاد حل عادل يستجيب لتطلعات الشعب السوري  ، نثمن عالياً دور رئاسة حركة عدم الانحياز في التواصل مع صانعي القرار في الدول التي تمر بمراحل انتقالية والدفع قدماً بحوار فاعل ومصالحة وطنية حقيقية، والدول التي تعاني من مشاكل ناتجة عن الصراعات الوطنية والإقليمية كمساهمة في خلق مناخ من الثقة ونشر ثقافة الحوار الهادف ، وفي إطار تحديث دور حركة عدم الانحياز نقترح أن تبادر الحركة بتطوير استراتيجية دبلوماسية وقائية، وإعداد مبادئ توجيهية لتفعيلها. حيث أن الخبرة التاريخية اثبتت جدوى هذه الدبلوماسية في تفادي الصراعات والخلافات في العديد من بقاع العالم. ولا يفوتني هنا الترحيب بعقد المؤتمر رفيع المستوى لتعزيز الحوار من أجل السلم والأمن الإنساني المزمع عقده في أشقباد بتركمنستان في شهر ديسمبر 2015 آملاً أن تتاح الفرصة خلال ذلك المؤتمر لمناقشة دور الدبلوماسية الوقائية من أجل استباب الأمن والسلم وطنياً واقليميا ودولياً.

السيد الرئيس أصحاب المعالي والسعادة في الختام اؤكد بأن ليبيا الجديدة تعي جيداً بأن الانتقال من مرحلة الاستبداد والدكتاتورية إلى الثورة ومن الثورة إلى بناء دولة المؤسسات والقانون ليس بالأمر اليسير. ورغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها والتحديات الإقليمية التي نواجهها فإن ليبيا ليست غائبة من الساحة الإقليمية والدولية ولديها الإرادة السياسية القوية لكي تلعب دوراً بناء وشفافاً في تطوير علاقاتها الثنائية والإقليمية والدولية المبنية على مبادئ المساواة والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل ، لعلكم تتفقون معي بأن تجمع حركة عدم الانحياز يمثل جسداً واحداً يعكس حقيقة الجغرافيا والتاريخ والتراث الحضاري المشترك، وإذا ما أعتل أحد أعضائه سيترتب عليه تأثير سلبي على باقي أعضاء هذا الجسد، وبالتالي يكون لزاماً على حركتنا تقديم الدعم لليبيا الجديدة، من أجل المساهمة في حدوث تحول نوعي في العملية السياسية في ليبيا وتحقيق الوفاق السياسي والمصالحة الوطنية الحقة وتدشين نظام سياسي مستقر لتجسيد قيم الحرية والعدالة والمساواة والاستقرار والأمن. والسلام عليكم

المصدر : وزارة الخارجية والتعاون الدولي _ ليبيا

أضف تعليق