ولكن الرئيس التنفيذي لمجلس برقة والذي يطالب بحكم ذاتي للاقليم، كان يتحدث في الوقت نفسه في احتفال في الاقليم يعلن فيه بدء تصدير النفط بشكل أحادي، فرد محذرا من استخدام القوة ومؤكدا ان اي عمل في هذا الاطار سيعتبر اعلان حرب.

هذه الحادثة التي تسلط الضوء مرة جديدة على مدى سطوة الميليشيات في ليبيا، تأمل الحكومة ان تنتهي من دون ان تكلف خزينتها الكثير كما حصل طلع العام عندما اعترفت وزارة المالية بخسارة تقدر بتسعة مليارات دولار نتيجة اقفال مرافئ تصدير النفط في برقة بعد ان اغلقها محتجون يطالبون بتوزيع اكثر عدلا لعائدات النفط في ليبيا

قال عبد ربه البرعصي، رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة لـ”العربية”، إن المساس بأي ناقلة في “المياه الإقليمية لإقليم برقة” يعد بمثابة إعلان حرب، محذراً من التعرض لأي ناقلة أو قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية لبرقة.

ويحدث هذا في وقت واصل منشقون ليبيون تحميل ناقلة كورية شمالية بالنفط لليوم الثاني على التوالي الأحد، متجاهلين تحذيرات الحكومة المركزية بشن عمل عسكري ضدهم، بحسب مسؤول في قطاع النفط.

وترسو ناقلة النفط “مورننغ غلوري” منذ الساعات الأولى ليوم السبت في ميناء السدرة الخاضع لسيطرة مجموعة مسلحة كانت تتولى حراسة منشآت نفطية قبل أن تنشق وتعلن تشكيلها لمكتب سياسي وتنفيذي لإقليم برقة الذي يطالب بحكم ذاتي في ليبيا. وبدأ المسلحون السبت بتحميل النفط في الناقلة.

ويسيطر محتجون من قوات حرس المنشآت النفطية منذ يوليو الماضي على موانئ شرق ليبيا التي يتم تصدير النفط منها، بما فيها السدرة.

وأمر رئيس الوزراء علي زيدان المسلحين السبت بالتوقف وإلا فإنه سيتم قصف الناقلة، وقال في مؤتمر صحافي إن “النائب العام أعطى الأمر بإيقاف الباخرة”، مؤكدا أن “على كافة الأطراف احترام سيادة ليبيا. وإذا لم تمتثل السفينة فإنها ستكون عرضة للقصف”، محذراً من “كارثة طبيعية” محتملة.

ميناء السدرة.. شريان مهم

ويقع الميناء شرق البلاد، ويبعد نحو 700 كلم شرق طرابلس، ويُعد أحد الموانئ الرئيسية وأكبرها ويبعد حوالي 180 كلم شرقي مدينة سرت، ويستخدم في تصدير النفط الليبي عبر خطوط أنابيب لنقل النفط من الجنوب تصل مسافتها نحو 1400 كلم.

ومن بين مرافقه 4 مراس مجهزة لسفن الشحن و19 خزاناً بسعة تخزينية تصل إلى 6.2 مليون برميل من النفط الخام.

ويسيطر على ميناء السدرة الخارج عن سلطة الدولة منذ يوليو 2013، مسلحون من قوات حرس المنشآت النفطية يطالبون بقدر أكبر من الحكم الذاتي المستقل عن طرابلس، ويسيطرون على موانئ شرقي ليبيا التي يتم تصدير النفط منها.

والناقلة التي رست في ميناء السدرة تبلغ سعتها 300 ألف برميل، وبحسب مسؤولين ليبيين، فإنها رست تحت تهديد السلاح ولا يعلم إذا ما كانت غادرت أو أنها لا تزال في الميناء.

ويعد النفط موردا رئيسيا من موارد الدولة في ليبيا التي تراجع إنتاجها من النفط إلى نحو 250 ألف برميل يومياً، مقارنة مع 1,5 مليون برميل قبل الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي العام 2011.

 

المصدر :العربية.نت

العربية.نت