كان أمازيغ ليبيا أبرز المقاطعين لعملية الاقتراع، حيث أكدوا استمرارهم في الاعتصام والامتناع عن المشاركة في انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، بل عدم الاعتراف بالدستور الذي سينتج عن هذه اللجنة.

وبعد مضي ثلاث سنوات على رحيل القذافي، لا يزال الليبيون غارقين في فوضى سياسية تهدد أمن البلاد واستقراره، وتنذر بانقسام ليبيا التي أحكم القذافي قبضة حديدية على مفاصلها لأربعين عاماً مضت.

واعتبر ثوار ليبيا أنهم في حل من وساطة الأمم المتحدة بعد فشل المفاوضات، واعتبروا المؤتمر الوطني مغتصباً للسلطة كما قالوا، وحملوا رئاسة الأركان ووزارة الدفاع المسؤولية، هذا وطالب ثوار ليبيا الجامعة العربية والأمم المتحدة بإعلان جماعة الإخوان من الجماعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية.

سياسياً، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت قرابة النصف مليون ناخب.

وأرجع مراقبون ضعف إقبال الناخبين إلى حالة الإحباط التي يشعر بها الليبيون جراء الفوضى السياسية التي تعم البلاد، ناهيك عن تدهور الأوضاع الأمنية والغضب الشعبي المتنامي تجاه سياسات المؤتمر الوطني الحاكم.

فبينما هزت خمسة تفجيرات مراكز اقتراع شرق ليبيا، تعرض مبنيان تابعان لقناة العاصمة الليبية الخاصة إلى هجوم بعبوة ناسفة أسفر عن سقوط جريح وأضرار مادية فادحة بالمباني.

ودفعت هذه الأوضاع سياسيين إلى التأكيد على أن الشعب الليبي ليس جاهزاً لإجراء الانتخابات في مثل هذا التوقيت، وأن المضي قدماً في فرز الأصوات وإعلان أعضاء اللجنة الدستورية، يعني أن الدستور الناتج لن يعبر عن كافة أطياف الشعب الليبي.

المصدر : قناة العربية