Ministry of Justice - Libya
Information and Documentation Centre

وزارة العدل - ليبيا المعلومات والتوثيق

كلمة رئيس الحكومة المؤقتة في إحتفالية الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس إتحاد المغرب العربي

أخبار عامة التاريخ: فبراير 15, 2014 تعليقات (0)

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه
السادة وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي ، سعادة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ، السيدات السادة أعضاء المؤتمر الوطني العام المحترمين  السادة الوزراء ، أصحاب السعادة أعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي المعتمدين في ليبيا ، أصحاب السعادة رؤساء مكاتب ورؤساء المنظمات الإقليمية المتواجدة في ليبيا ، السادة الجمع الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابتداء اود ان اعزي الشعب الجزائري في شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والسيد رئيس الوزراء عبد المالك سلال في وفاة ضحايا الطائرة الجزائرية التي وقعت منذ أيام ، ضارعا إلى الله سبحانه وتعالى ان يتغمدهم بواسع رحمته وعميم رضوانه انه على ذلك قادر وان يعوضنا ويعوض الشعب الجزائري والجزائر الشقيقة فيهم خيراً

كما أود ان أهنأ تونس الخضراء الشقيقة على الإنجاز المهم في المسار السياسي والانتقالي والتي تحقق بموجبه التصديق على الدستور والانتقال لمرحلة جديدة في المسار السياسي وأود ان احيي السادة وزراء الخارجية في البلدان الثلاث الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وهم جميعاً تسلموا مهامهم حديثاً واهنأهم على هذه الثقة ، السيدات والسادة المغرب العربي هذه المنطقة التي لها من التجانس والتناغم ما جعلها وحدة متميزة في كيان العالم العربي والإسلامي تنبه لها القادة الأوائل بعد الاستقلال ومنذ مؤتمر طنجة واتفاقية التعاون الاقتصادي الأولى في مطلع الستينات لتكون لبنة في بناء هذه الوحدة وخطوة على طريق التعاون بين دول المغرب العربي واذكر هنا بعيد الاستقلال من أول ما تنبهت له حكومة المملكة الليبية آنذاك وهو الالتفات للمغرب العربي وزيارة الملك ادريس السنوسي رحمه الله للمغرب اثر عودته من أوروبا ابتداء من المغرب الأقصى عابراً حتى ليبيا ، تلاها بعد ذلك زيارات متكررة لمعظم الزعماء كما أكدت هذه العلاقة على مساهمة الشعب الليبي في حرب الثورة الجزائرية حيث شهدت طرابلس ومعظم المدن الليبية السجال الذي نذكره حتى اليوم من اجل دعم وتأييد ونصرة إخواننا في الجزائر تلا ذلك وصاحبه العلاقات التي حرصت حكومة المملكة الليبية آنذاك على ترسيخها وتأكيدها من خلال ترسيخ التعاون والتنقل بين ليبيا وبلدان المغرب العربي ولعل ابرزها تلك الزيارة الشهيرة التي قام بها المغفور له المرحوم المنتصر رفقة وزير خارجيته المرحوم سليمان مازق وشخصيات ليبية آنذاك شملت تونس والجزائر والمغرب وكان لها اكبر الأثر في ترسيخ العلاقات وإيجاد أرضية سليمة لعلاقتنا بهذه البلدان كما كان لليبيا دور مهم في استقبال ودعم استقلال موريتانيا عندما استقبلت المرحوم مختار ولد داده ودعمت موقفه وكانت بجهد كبير وراء قبول موريتانيا في الجامعة العربية ، كل هذه المبادرات أظهرت اهتمام ليبيا منذ الاستقلال ومنذ دولتها الشرعية الأولى دولة المملكة بالمغرب العربي وترسيخ العلاقة به ولم ينقض هذا ما قام  من النظام المنتهي من ممارسات ارست تشويشاً وتشويهاً لعلاقة ليبيا بأشقائنا في المغرب ونحن اليوم  في طريقنا لاستعادة الدولة واستعادة الإرادة رأت وزارة الخارجية التي تتشرف برئاسة اتحاد المغرب العربي ان يكون الاحتفال هنا في طرابلس تأكيداً وتدعيماً وترسيخاً للمعاني التي بدأنها منذ الاستقلال مع اشقائنا في المغرب العربي.

أيها السيدات والسادة بعد مضي خمسة وعشرين سنة أي ربع قرن من اتحاد المغرب العربي ما من شك ان ما وصلت اليه نتائج السعي من أجل تدعيم هذا الكيان لا زالت ادنى بكثير من طموحات شعوبنا وادنى بكثير مما ينبغي ان نقوم به وهذا له أسبابه الموضوعية التي لا تخفى على أحد لا شك ان طموحنا كبير ولكن ما يواجهنا من تحديات وعوائق ايضاً كبير ويحتاج لجهد ويحتاج لعمل ويحتاج لعمل على المستوى السياسي وحوار حقيقي ورصين ومركز وموجه لنجلي كل ما يشوب هذه العلاقة من اثار ومعوقات هذا الحوار الذي يجب ان يكون فيه الصدق والإخلاص وتفاني والتنازل ضروري ولازم ولا تتداعم العلاقة بين الدول والشعوب إلا بمبادرات عملية في مجال الاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة وتطوير التعاون الاقتصادي والتعاون الثقافي والتعاون الرياضي والتعاون الفني هو الخطوة والطريقة الناعمة لترسيخ هذه الوحدة إذا لم نفلح في الجانب التجاري والجانب الاقتصادي لأسباب معروفة فلدينا الهامش الرياضي والهامش الفني ولدينا الهامش الثقافي هذه هوامش تضعنا في التعاون وفي التعامل وفي الالتقاء دون احتكاك او توتر فلو سعينا فيها ستكون بداية وبداية حقيقية وفعلية من اجل تعاون مهم وبناء كما أن التواصل بين الشباب وبتبادل الوفود الشبابية والزيارات والوفود الرياضية شيء اخر مهم لهذه العلاقة إذا حالت النوازع السياسية والرؤى السياسية والمصالح الآنية دون أن نلتقي فهناك هذه الهوامش التي عوامل الاتفاق فيها كثيرة إن لم تكن 100% لتحقق معاني كبيرة واعني الرياضة والثقافة والفن بكل تأكيد ستأتي بخير كثير وستجد من شبابنا ساحات وافاق للحوار والتعاون والالتقاء يأتي نتائجه ربما بعد حين ولكن ستكون رصينة وراسخة وجدية ولا شك ان في هذا الوضع الذي نعيش فيه وضع امني متوتر وخطير فالتعاون في مجال الامن والتعاون في مجال تبادل المعلومات وحماية الحدود وتبادل الخبرات وتطوير الخبرات مسألة في غاية الأهمية تحقق الخير الكثير لشعوبنا والضفة الشمالية للبحر المتوسط دليل لنا ينبغي ان نقتدي به حتى وإن كان من الناحية الموضوعية والواقعية البون شاسع ولكن الطموح يبدأ بحلم وفكرة وبالإرادة وبالمثابرة نحقق الكثير فمجموعة 5+5 واعلان برشلونة والاتحاد اليورو متوسطي والمجموعات التي تكونت في سنوات الثمانينات والتسعينات وبداية هذا القرن من أجل إيجاد التقاء لبلدان المغرب العربي والشمال الافريقي وبلدان الضفة الشمالية من البحر المتوسط مجال نستطيع من خلاله ان نصل للكثير حتى لقائنا في هذه المحافل يعتبر فرصة للبدء في ترسيخ التعاون ولا شك ان تعاوننا من خلال اتحاد المغرب العربي لا زال ادنى بكثير مما نتمنى وانا اتحدث بلغة موضوعية بإمكاننا ان نتحدث بلغة الاماني كثيرا لنشجع انفسنا ولنجد لأنفسنا امل ولكن الرؤية الواقعية للأشياء أولى واجدى ويتطلب منا جهد جاد وموضوعي ومدرك لأهمية التعاون في اتحاد المغرب العربي واجد ان هذه السانحة المهمة ان يمر ربع قرن على تأسيس الاتحاد وان نلتقي بطرابلس لنحتفل بذلك وان يأتي جميع وزراء خارجية الدول الخمس هنا لنؤكد اصرارنا على استمرار هذا الامر ، هذا يدعونا جدياً  للتفكير بتفعيل الاتحاد الفائدة أن لم يكن اتحاد فليكن مجلس تعاون وأن لم يكن مجلس تعاون فلنجد آلية تحقق فعليا معنى التعاون ونبتعد عن المواضيع التي تثير الفرقة والتباعد ونعمل في الهوامش التي فيها اتفاق فلعل باستمرارنا لهذا الامر نصل في يوم من الأيام لتعاون حقيقي وفعلي ، مؤتمر روما سنة 1954 عندما اجتمع قادة أوروبا بعيد الحرب العالمية الثانية وبدأوا في مبادرة السوق الأوروبية المشتركة كان في ذلك الوقت الامل لا يوحي بأن أوروبا ستبقى أتحاد أوروبي كما هو اليوم ولكن الإرادة والرؤية الموضوعية والمثابرة والعقلانية والموضوعية حققت ما حققته لهؤلاء الناس.

مرحباً بأشقائنا وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس في ليبيا بطرابلس الغرب مرحباً بكم في المدينة التي استقبلت في يوم من الأيام الزعماء الخمس الجزائريين مرحباً بهم في طرابلس التي زارها الحسن الثاني مراراً وتكراراً ووصفها بطرابلس الجميلة مرحباً بكم في طرابلس التي مر بها الحبيب بورقيبة  وبقى فيها اشهر في طريقه نحو الشرق مرحبا بكم في طرابلس التي زارها المختار ولد داده واثنى عليها ورحب به فيها مرحباً بكم جميعاً تحية لكم ولإرادة المغرب العربي من اجل الوحدة والتعاون وتحقيق إرادة الشعوب مرحباً بكم مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الحكومة الليبية المؤقتة – ديوان رئاسة الوزراء

أضف تعليق