التقى السيد رئيس الحكومة مساء اليوم الاحد الموافق 1-12-2013 نخبة من الصحفيين والاعلاميين ممثلين لمختلف الصحف والمؤسسات الإعلامية الأردنية حيث جرى حوار عميق وصريح حول تطورات المشهد الليبي والصعوبات التي تواجهها الدولة الليبية في تحولها من الثورة الي دولة القانون والمؤسسات .

وعبر السيد الرئيس في بداية هذا الحوار عن سعادته بلقاء ثلة من الصحفيين والإعلاميين الاردنيين لتوضيح الصورة الحقيقة لما يجري في ليبيا من تحولات إيجابية قد تكون غائبة عن ذهن الصحفي الباحث عن الحقيقة موضحاً ان الذي يعيش الواقع ليس كما ينظر اليه من بعيد وقد عبر الصحفيين من جانبهم عن شكرهم وتقديرهم للفرصة التي أتيحت لهم لمناقشة رئيس الحكومة حول حاضر  ومستقبل ليبيا وفي هذا الصدد عبر رئيس الحكومة عن شكره لمن عبر عن قلقه بشأن ليبيا وهذا دليل على أهمية ليبيا بالنسبة لهم مطمئنا الحضور على ان الأوضاع في ليبيا ليس بالقتامة التي قد يصورها الإعلام موضحاً ان ليبيا قطعت خطوات في إرساء دعائم الدولة الديمقراطية الحديثة مشيراً الي انطلاق عملية الانتخابات البلدية في الأيام الماضية كما ان انتخابات لجنة الستين التي ستضع دستور البلاد على الأبواب ملفتا النظر أن ما يجري في ليبيا من اختراقات امنية أمر طبيعي  لأي دولة حدثت بها ثورة بعد حكم شمولي أمتد الي اكثر من أربعين عاماً موضحاً ان ما حدث في ليبيا كان بركاناً أدى الي انهيار الدولة وانتشار السلاح وتبذل الحكومة جهوداً في استعادة الدولة وضبط المشهد الأمني وخصوصاً ان الشعب لا يريد إلا الجيش والشرطة ويمارس ضغط على الحكومة في هذا الاتجاه .

وأكد السيد رئيس الوزراء على ان الليبيين يرغبون في بناء دولة مدنية ديمقراطية  وهذا لا يتحقق الا في جو من الاستقرار والأمن  وأشار الي ان الامر في ليبيا الأن أمر وطني وليس سياسي وجل الليبيين يرغبون في بناء دولة عصرية يتم تداول السلطة فيها سلميا عن طريق صناديق الاقتراع .

وحول الهدف من زيارته الي الأردن أوضح السيد الرئيس بأنها أتت ولو متأخرة بعض الشيء لشكر المملكة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعباً على مساهمتها في إنجاح ثورة السابع عشر من فبراير موضحاً انه هناك أفاقاً رحبة للتعاون في مختلف المجالات لما تتمتع به الأردن من إمكانيات وطاقات بشرية في مختلف التخصصات مطمئناً الجانب الأردني بأن مسألة ديون الفنادق والمستشفيات الأردنية على الجانب الليبي ستحل قريباً وسيتم تحويل ما يقرب من  80% قبل نهاية العام الجاري ولعل حضور وزير الصحة من ضمن الوفد الليبي الا دليل على اهتمام الحكومة الليبية بهذا الموضوع .

وحول ما أثاره البعض حول التدخل الغربي في الشأن الداخلي الليبي أكد السيد الرئيس علي زيدان ان قرار ليبيا قرار مستقل ولم يحدث ان طلب الغرب أي امتيازات وان حدث ذلك سيتم رفضه موضحاً ان الغرب يولي أهمية كبرى لليبيا لوقوعها في خاصرته وهو يرغب في ان يستتب الأمن في ليبيا حيث المصالح التجارية والنفط كما أن الحكومة لم تقوم بأبرام أي تعاقدات جديدة وكل ما هنالك تعاقدات قديمة في مجال النفط .
اما بالنسبة للعلاقات مع الدولة العربية فقد أوضح السيد الرئيس انها علاقات جيدة ومتطورة ويتم التوصل مع مختلف الدول لبناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
وحول مسائلة انتشار السلاح وامكانية تهديده للدول المجاورة أكد رئيس الحكومة ان هذا الموضوع يقع من ضمن اهتمامات الحكومة وهناك تواصل مستمر  مع كافة الدول المجاورة للوصول معها الى تفاهمات حول مسائل أمن الحدود موضحاً ان الأمر المهم الذي تعالجه الحكومة حالياً هو قضية انتشار السلاح والمجموعات المسلحة وجل الليبيين يساندون الحكومة وبكل قوة في هذا الأمر
هذا وشارك في الحوار كل من محمد عبد العزيز وزير الخارجية والتعاون الدولي والسيد الحبيب الأمين وزير الثقافة والمجتمع المدني .

المصدر : الحكومة الليبية المؤقتة – ديوان رئاسة الوزراء