دايلي نيوز: عقد الشمال الإفريقي ينفرط من يد “أوباما”
قال موقع دايلي نيوز منتقدا سياسة أوباما تجاه الشمال الإفريقي، ومقارنا تلك السياسة بسياسة بوش الماضية: إنه مع تصاعد الصراع في جنوب السودان وانجرافها بسرعة نحو حرب أهلية شاملة، أبدى الرئيس أوباما، قليلا من الاهتمام، فقد أرسل فقط القوات العسكرية لحماية واستخراج مواطني الولايات المتحدة مع نشر قوات محدودة، مما يوضح تراجع دور الولايات المتحدة على نطاق أوسع في جميع أنحاء شمال إفريقيا.
وتابع الموقع أن ما يحدث في ليبيا أيضا من تصاعد العنف والذي يهدد المنطقة بإغراقها بالدم والاشتباكات المسلحة والهجمات الإرهابية المتنامية، حتى أصبحت ليبيا دولة مفككة فاشلة قوبل باهتمام إنساني غير كافي من قبل الولايات المتحدة مما يوضح أن أوباما لم يكن على دراية وفهم واضح للمصالح القومية للولايات المتحدة والتي أصبحت على المحك.
وأضاف الموقع أنه في يناير 2013، استولى الإرهابيون على مصفاة لتكرير النفط في الجزائر، وأخذ عشرات من الرهائن، وقتل ما يقرب من 40 من الأجانب المتمركزين هناك، خلال غارة مفاجأة وتزامن ذلك مع فوز أوباما بفترة رئاسته الثانية، وكان مغزى هذا الهجوم واضحا في أوروبا وإفريقيا؛ لأنها كانت الضربة الأولى منذ عقود ضد رصيد بالغ الأهمية لاقتصاد الجزائر.
كما سيطر الإرهابيون التابعون لتنظيم القاعدة على جزء كبير من شمال مالي، وقاموا بتهديد الحكومة المركزية نفسها، ومع ذلك تركت الولايات المتحدة التدخل العسكري الخارجي لقيادة فرنسا التي أعادت الاستقرار ومنعت الإرهابيين من الاستيلاء على مالي حتى الآن، أما في إفريقيا الوسطى فالصراع الديني بين المسلمين والمسيحيين على أشده، وهو ما يعكس الإرهاب الجاري في نيجيريا من قبل مجموعة بوكو حرام المتطرفة التابعة أيضا لتنظيم القاعدة .
وفي غضون ذلك، ورغم قمع الإخوان المسلمين والراديكاليين الآخرين وحظرهم في مصر، إلا أنه مازال هناك بعض التوتر، ولكن العسكريين في القاهرة لديهم خبرة طويلة جدا ويعلمون كيف يسيطرون على الوضع، أما تونس فقد واصل فيها الربيع العربي فشله، ولا تزال على حافة الفوضى، مع الوعود الوهمية للديمقراطية في الشرق الأوسط كما فشلت فشلا كبيرا في جميع أنحاء المنطقة، من سوريا إلى اليمن.
وتساءل الموقع أين هي أمريكا ؟ فبالمقارنة بين سياسة بوش في الشمال الإفريقي وسياسة أوباما نجد أن أوباما فشل فيما نجح فيه بوش فعدم اهتمام أوباما في عدم الاستقرار في المنطقة تسبب في خلل واضح في الاستراتيجية الأمريكية.
وتابع: ” أن أمريكا لديها العديد من الحصص الاستراتيجية الكبيرة في شمال إفريقيا، أولها منع تنظيم القاعدة والإرهابيين الآخرين من زيادة نفوذهم أو حتى فرض سيطرتهم على الدول الإفريقية التي يمكن تحويلها إلى قواعد للإرهاب، والثانية التنمية الاقتصادية ، خاصة إنتاج المواد الخام الرئيسية مثل النفط والغاز الطبيعي التي يمكن أن تدخل التجارة العالمية، ويمكن أن تزيد من مستويات المعيشة في البلدان المنتجة.
وذكر الموقع أن الحصة الاسترتيجية الثالثة هي منع قيام قوى أخرى مثل الصين بالدخول في القارة وكسب موقع قدم فيها، حيث إنها اصبحت الآن تستثمر وتهتم بكثافة في إنتاج النفط في جنوب السودان على سبيل المثال وغيرها من الدول الإفريقية مما يعمل على زيادة نفوسها على حساب الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه إذا استمرت اللامبالاة من إدارة أوباما تجاه إفريقيا، خاصة الشمال الإفريقي فسوف تضعف وتنخفض اليد الأمريكية في المنطقة.
المصدر : صحيفة الوطن الليبية
أضف تعليق