عادت قضية مقتل السفير الأميركي جي كريستوفر ستيفنز السابق في بنغازي (شرق ليبيا) وث3 أميركيين آخرين في الحادي عشر من سبتمبر 2012 إلى واجهة الصحافة الأميركية مع ظهور تسريبات جديدة اتهم فيها الرئيس باراك أوباما بعدم إيلاء القضية الاهتمام الذي تستحقه.

وقبل أشهر ظهرت رواية أخرى بشأن سبب وفاة السفير ستيفنز يومها، حيث ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية نقلا عن تصريحات نسبت إلى عبدالله ذو البجادين الذي يعرفه مسؤولون أميركيون بأنه خبير الأسلحة بتنظيم القاعدة، والتي قال فيها إن السفير توفي بحقنة مسمومة أثناء محاولة اختطافه في عملية لم تتم على النحو الذي خططت له.

ويبدو أن مسلسل الروايات سيتواصل بشأن الأسباب الحقيقية وراء وفاة السفير الأميركي يوم الهجوم على مبنى القنصلية الأميركية ببنغازي.

“العربية نت” التقت الطبيب الجرّاح بقسم الطوارئ بمركز بنغازي الطبي سيف الدين زغبية الذي كان يعمل بالمركز لحظة وصول السفير ستيفنز، وحاول إسعافه لكنه فارق الحياة.

حاولنا إسعافه ولكن..

وكشف الدكتور زغبية لـ”العربية نت” أنه كان الطبيب المناوب في قسم الطوارئ بمركز بنغازي الطبي عندما، فوجئ بمجموعة من الشباب دخلوا القسم ومعهم حالة تتطلب الإسعاف، ولم ينتبه إلى أن الشخص الذي جيء به على عجل هو السفير الأميركي.

الطبيب الجرّاح بقسم الطوارئ بمركز بنغازي الطبي سيف الدين زغبية ويذكر الدكتور زغبية أن ستيفنز كان عليه سواد الحريق، ولم يقدر على تمييز ملامحه، وأضاف: لم أجد قلبه ينبض فبدأت بمحاولات الإنعاش وطلبت من زملائي المساعدة، فالتحق بي الدكتور عبدالمنعم والدكتور هيثم ،وأضاف زغبية: لما فتحنا فمه لوضع أنبوب التنفس وجدنا صعوبة بفعل الأبخرة الكثيرة، التي تسببت في تورم حنجرته، كما أن بؤبؤ العين كان متسعا وليس له أي استجابة للضوء، وهو دليل على أن الدماغ ميّت منذ مدّة لا تقل عن ثلاثين دقيقة قبل الوصول إلى المستشفى ،ويمضي الدكتور زغبية في سرد أطوار الأحداث المتسارعة، ليؤكد أن الشباب الذين أسعفوا السفير ستيفنز وجاؤوا به إلى قسم الطوارئ قالوا: هذا السفير الأميركي. لكنني لم أصدق روايتهم رغم أنني وجدت عينيه زرقاوان وأدركت أنه أجنبي.

لم نجد على جسده أي إصابة

وبشأن حالة الجثة التي فحصها قال الدكتور زغبية: وصلنا السفير ستيفنز وهو يرتدي ملابس غير رسمية وحذاء رياضيا، ولما قمنا بفحص جسده لم نجد أي أثر لإصابة أو كدمات أو حروق، ونستنتج مبدئيا أن سبب الوفاة هو الاستنشاق الكثيف لثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الحريق، خصوصا وأن الشباب الذين أسعفوه وجاؤوا به إلى المستشفى قالوا: لما دخلنا مبنى القنصلية وجدنا النار في كل مكان فبادرنا بالبحث عمّن نسعفه، فوجدنا غرفة مغلقة فاضطررنا دخولها من النافذة وكانت حالكة السواد بفعل الأبخرة، فلمحنا جثة فجئنا بها لإسعافها ، ويذكر الدكتور زغبية دهشته في اليوم الموالي عندما كان يشاهد التلفزيون أثناء عرض صورة ستيفنز فعرف وقتها أنه السفير الأميركي ، ويؤكد الطبيب أن السبب الحقيقي للوفاة يقرره الطبيب الشرعي باعتباره صاحب الرأي الأصلي، إلا أن جثة السفير أخذت دون أن يباشرها الطبيب الشرعي بالمستشفى، لكن المؤكد أنه توفي بسبب الأبخرة خاصة وأنهم وجدوا الغرفة مغلقة.

المصدر :قناة العربية