Ministry of Justice - Libya
Information and Documentation Centre

وزارة العدل - ليبيا المعلومات والتوثيق

ليبيا … حرة

أخبار عامة التاريخ: أكتوبر 22, 2013 تعليقات (0)

 ميلاد عمر المزوغي

بداية اعترف أنني عجزت عن ايجاد عنوان للمقالة فلقد كتبت كثيرا وعلى مدار السنة عن الاوضاع في ليبيا ولكنني اهتديت الى عبارة كنت ولازلت اسمعها عند الاستغراب من اي فعل (وما اكثر تلك الافعال) اشاهده فيأتيني الجواب, ليبيا ..حرة …

منذ محاولة اغتيال رئيس الحكومة المحترم في العاشر من شهر اكتوبر 2013 وهو لم ينفك عن انه سيكشف عن من سعوا لاختطافه, لم يكن ذلك الخبر مصدر اهتمام الشعب الليبي فهو قد ملّ من يتحكمون في البلد بقوة الحديد والنار, والشعب على دراية تامة بما يجري بالبلد من اعمال نهب وسرقة واختطاف وقتل وتهجير, وهؤلاء الحكام ينشرون غسيلهم على العالم عبر الفضائيات التي لا تحصى ولا تعد المختلفة المشارب والأمكنة فبعضها يبث برامجه من خارج البلد بدعوى الانفلات الامني وقد شهدت الفترة السابقة احراق مقرات بعض القنوات الفضائية,ولكثرتها صار هناك انفلات اعلامي ساهم بعضها الى حد كبير في بث الفتنة القبلية بالبلد.

وأخيرا تمخض الجمل فولد فأرا, ظهر علينا الناطق الرسمي باسم الحكومة في مؤتمر صحفي متهما اثنان من اعضاء المؤتمر بالاسم بالاشتراك في محاولة اغتياله, سارع المتهمان بتفنيد إدعاءاته وبأنهما مستعدان للمثول امام القضاء بالخصوص, من ناحيته اعلن مدير مكتب مكافحة الجريمة انه مسئول عن القاء القبض على رئيس الحكومة على خلفية قضايا فساد ومخدرات, ترى من امره بإلقاء القبض على رئيس الحكومة, وان القبض دون امر من جهة مختصة يعتبر عمل اجرامي, وقال مدير المكتب انه يفتخر بذلك. وأي افتخار وقد تم اطلاق سراح المختطف. المفروض والحالة هذه ان يعاد القبض عليه, أ ليس كذلك؟. ام ان هناك خطوط حمر استوجب احترامها ومن ثم يعرف كل منهم حدوده, لعل الذي خرجت به عملية الاختطاف هو ان هناك توازن رعب اقلّه بالعاصمة. وهذا التوازن قد يجعل قادة الميليشيات المختلفة الذين يصولون ويجولون في طول البلاد وعرضها يعيدون حساباتهم بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان بل قد تتشكل قوى تساهم في احلال نوع من الهدوء,او الذهاب بالبلد الى المصير المجهول,ذلك مرهون بقادة المحاور.

المقولة المشهورة عندما تطالب مسئولا كبيرا بالتنحي هي: انا او الطوفان, اما رئيس حكومتنا فرغم اعترافه بعدم تحقيق اي شيء يذكر طيلة عهده الميمون, بل ان الوضع الامني ازداد سوءا إلا انه خرج علينا بمقولة اخرى:لن تجدوا خيرا مني وبالتالي لن اترك الكرسي خوفا من ازدياد تردي الاوضاع, والسؤال برسم رئيس الحكومة, هل هناك تردي اكثر مما نحن فيه؟.هل فعلا ليبيا حرة,فالليبيون لم يعودوا قادرين على التحرك ليلا بين المناطق بفعل البوابات الوهمية التي كنا نسمع عنها بالجزائر ابان تسعينيات القرن الماضي,لقد صار المواطن العادي مغبونا في بلده.

أي نوع من البشر هؤلاء الذين ابتليت بهم البلاد وهم يتصرفون في مقدرات الشعب الليبي دونما حسيب او رقيب, لكل مسئول فريق حماية خاص به ان لم نقل كتيبة تأتمر بأوامره يتلقى منتسبوها الرواتب والمزايا من خزينة الشعب الليبي التي تقترب من الافلاس رغم اعادة ضخ اموال مبيعات النفط اليها مستخدمين كافة الطرق المحاسبية في سحب الاموال(المخزون), الداخل اولا يخرج اولا او العكس وغيرهما من الطرق, فالمسئولون لدينا اصبحوا خبراء في مجال ادارة الاعمال واستثمار الاموال.فهم ذوو كفاءة عالية وتتمنى دول العالم المتحضرة ان يعملوا لديها لرفع الكفاءة الانتاجية, او ان يمن هؤلاء على تلك الدول باستشاراتهم.

المصدر  : بانوراما الشرق الاوسط – عربية iNews

أضف تعليق