العنف يلاحق الليبيين في رمضان
يبدو أن أماني الليبيين برمضان آمن قد تبخرت وسط دوي الانفجارات وأزيز الرصاص، حيث مازال العنف متواصلا حتى بعد مضي النصف الأول من الشهر المبارك.
من مدينة زوارة غربي البلاد، يقول، الصحفي حافظ عمر: “الكل كان يأمل أن يوقف شهر رمضان العنف الذى ارتفعت وتيرته فى ليبيا خلال المدة الماضية… كان أمل الجميع أن يصلوا إلى شهر التوبة والتسامح، ويكون العنف قد خف… لكن للأسف وتيرة العنف ارتفعت وبشكل سريع يوحي بأن هناك تنسيق فى كل تلك الأعمال التى تحدث هنا وهناك… يبدو أن شهر الصيام هو شهر الفيصل للدولة التى باتت فى مفترق الطرق، من خلال ضعف أداء أجهزتها الأمنية وخاصة وزارتى الداخلية والدفاع”.
ويضيف، “نأمل أن يستفيق الشعب الليبي لخطورة ما يحدث قبل أن يكون قد فات الأوان”.
وانفجرت، أمس الثلاثاء (14 من رمضان) سيارة ملغومة في ساحة انتظار سيارات خاصة بمجمع سكني يضم سفارتي بريطانيا وكندا ومكاتب عدة شركات طيران أجنبية وشركات أخرى.
لقد كان الانفجار قريباً من فندق “كورنثيا” الفاخر الذي يرتاده رجال أعمال ليبيين وأجانب. وأظهرت مشاهد على اليوتيوب دخاناً أسوداً يخرج من شرفة إحدى الشقق، يعتقد أنه ناجم عن قذيفة قاذف (أر بي جي).
وكما جرت العادة، لم تعرف إلى الآن الجهة المسؤولة عن الانفجار، حيث قيدت أغلب العمليات المسلحة ضد مجهولين.
من درنة شرقاً، يقول، الصحفي عبدالحميد الحصادي:”ربما تم استغلال ثقة الناس بأن الجميع سيركن خلال شهر رمضان للتهدئة وتم التصعيد من الحراك الدموي سواء من تفجيرات أو اغتيالات ناهيك عن المشاكل المعتادة المتعارف عليها خلال رمضان”.
ويضيف، الحصادي، “في مدينتي درنة خلال شهر رمضان حدث حالتا اغتيال من قبل مجهولين لضابطين في الجيش أحدهما متقاعد منذ عشر سنوات والآخر يشغل آمر الإنقاذ والإغاثة في الدفاع الجوي بدرنة، كما حدث عدة مشاكل باستخدام السلاح منها مشكلة أودت بحياة شابين بعد إصابتيهما بعيارات نارية مباشرة”.
واغتيل العقيد متقاعد، عبداللطيف المزيني، الأحد على يد مسلحين مجهولين بمدينة درنة، وقالت أنباء بالمدينة:”إن “المزيني” قتل عندما كان يقود سيارته متوجهاً من منطقة سكنه في “باب شيحا الشرقي” بدرنة إلى منطقة “الجبيلة”.
كما اغتيل العقيد فتحي العمامي، آمر مكتب البحث والإنقاذ، التابع لرئاسة الدفاع الجوي الليبي في درنة، وقالت مصادر إعلامية:”إن أشخاصاً على متن سيارة أطلقوا النار على العمامي بينما كان يفتح متجره لبيع الحلي”. ويأتي هذا الاغتيال في اليوم السادس من شهر رمضان.
من بنغازي، الإذاعي أحمد المقصبي، يقول:””كل الاعمال الاجرامية والتخريبية وإزهاق الأرواح زادت وتيرتها خلال هذا الشهر، وفيما يبدو أنها رسالة واضحة للحكومة، أن هناك أطرافا تريد تعطيل بناء يعض المؤسسات التابعة للدولة”.
وتعرض مركز شرطة البركة ببنغازي أمس الثلاثاء إلى استهداف جديد بعبوة ناسفة، وقال، شهود:”إن انفجار هز… لقد استهدف مركز شرطة البركة”.
وقال، الناطق الرسمى باسم غرفة العمليات الأمنية ببنغازى العقيد محمد الحجازى: “إن الانفجار أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص من الموقوفين بالمركز بجروح طفيفة، وتم نقلهم على الفور إلى المستشفى وتقديم الإسعافات اللازمة لهم، كما تسبب الانفجار في تدمير الواجهة الأمامية للمركز بالكامل”.
واغتيل، آمر فرع البحث والإنقاذ برئاسة الدفاع الجوي بنغازي العقيد طيار عقيلة ميلود العبيدي بعد اختطافه الخميس(8 رمضان)، وقالت، وسائل إعلامية:”إن مجهولين اغتالوا العبيدي بعد اختطافه، حيث وجدت جثته في المشروع الزراعي بمنطقة القوارشة”.
كما لقي، يوم الإثنين (7 رمضان)، المواطن أسامة الترهوني حتفه بعد أن انفجرت السيارة التي كان يستقلها في حي سيدي يونس فيما أصيبت زوجته بجروح، ورجح مسؤول، أن يكون المستهدف من هذه العملية شقيق المتوفي الذي كان يعمل فترة النظام السابق في جهاز الامن الداخلي.
وفي مصراتة، أطلق مجهولون النار، على سالم عمر ابورويص، أحد أفراد الأمن الداخلي سابقاً وأردوه قتيلا، وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية:”إن مجهولين قاموا بإطلاق النار على ابورويص أثناء خروجه من أحد المحال التجارية قبل صلاة المغرب حين بادرته مجموعة من المسلحين الملثمين يركبون سيارة مموهة بإطلاق الرصاص ما أدى إلى وفاته فى الحال”.
أما في سرت، فقد كانت الأضرار أقل حدة، حيث انفجرت أمس الثلاثاء عبوة ناسفة في مجمع المحاكم والهيئات القضائية، دون أن يخلف أضرار بشرية.
واستنكر المجلس المحلي والحكماء وأهالي مدينة سرت العمل الإجرامي الذي تعرض له المجمع، معربين -في بيان- عن استنكارهم وإدانتهم لهذا العمل، وطالبوا في بيانهم المؤتمر الوطنى العام والحكومة المؤقتة بالإسراع في تفعيل الجيش والشرطة وبأن تتحمل مسؤولياتها في حماية مؤسسات الدولة والمواطنين وحفظ الامن بالبلاد.
كما انتقدوا ما أسموه بسلبية الحكومة في ظل استمرار الفوضى والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وعمليات القتل والخطف للمواطنين وتخريب المؤسسات من قبل مجموعات خارجة عن القانون.
وكان، شخصان قتلا، وأصيب أربعة آخرون بجروح متوسطة وخفيفة الخميس بطرابلس، جراء اشتباكات بين مسلحين في حي الزهور.
وقد اندلعت الاشتباكات بين كتيبة من مدينة مصراته، وكتيبة الحماية المكلفة بحماية الحي على طريق مطار طرابلس الدولي.
المصدر : قورينا الجديدة
أضف تعليق